قصة والد الطفل الجرسيفي المريض الذي بكى بوجدة ..أو حينما لا يحق للفقراء أن يمرضوا! (فيديو مؤثر)

مأساة حقيقية يعيشها رب أسرة فقير بحي حمرية بمدينة جرسيف،بعدما تكالب عليه الدهر من كل جانب وأصبح كغريق تتقاذفه الأمواج ويحاول الإمساك بأول قشة قد تنقذه و تخرجه الى بر الأمان.فلا هو يستطيع تأمين لقمة عيش عائلته المرة،ولا هو يقوى على علاج إبنه الذي أجرى عملية جراحية لإزالة الدودية الزائدة،أو إبنته الممددة على بطنها لأزيد من 23 سنة،بسبب شلل حركي جعلها لا تتكلم ولا تسمع.

إنه الحارس الليلي للسيارات أحمد زروال المنحدر من ضواحي تازة،والمعيل لأسرة من تسعة أفراد،والذي بكى وهو يرى نفسه عاجزا عن أداء مصاريف العلاج بالمستشفى الإقليمي لجرسيف قدرها 450 درهما،واستدانها من الجيران لإجراء فحوصات لإبنه الذي ألم به المرض بشكل مفاجئ،فلا هي بطاقة المساعدة الطبية “راميد” نفعت ولا تجهيزات المستشفى أوفت بالغرض ولا الأطر الصحية به فعلت شيئا لمريض فقير يرتجي التطبيب المجاني الذي هو حق دستوري مكفول له.

*الفيديو الذي آلم العالم عندما يبكي الرجال كالأطفال:

تفجرت المأساة عندما قام أحد الشبان الغيورين على تصوير مقطع فيديو للسيد أحمد زروال وهو يبكي لعدم توفره على ثمن الفحص بالصدى خارج المستشفى الجامعي محمد السادس بوجدة،بعد أن اخبره الأطباء بمستشفى جرسيف بضرورة التعجيل بنقل الطفل الذي يبلغ من العمر حوالي 7 سنوات لإجراء عملية مستعجلة وأي تأخر في ذلك قد يؤدي الى وفاة الطفل البريئ.دموع لم يستطع أب الطفل أن يمنعها من النزول على خده.فرغم أنه فقير فهو يمتلك شخصية قوية وعزة نفس لا تقهر.غير أنه عندما رآى فلذة كبده ينقضي أمامه أراد أن يميت ذلك الجزء من الكبرياء في تكوينه وبدأ في التوسل و الإستنجاد بكل من في قلبه ذرة إيمان أو إحساس بالإنسانية لمساعدته على مصاريف العلاج لإنقاذ روح (والتي لا تساوي بالمناسبة وجبة عشاء واحدة لأسرة ميسورة الحال).

بعد بث الفيديو من المواطن الوجدي بإحدى المواقع الإلكترونية المحلية هناك،تحركت بعض الضمائر الحية من مغاربة المهجر،وحاولت مساعدة الأسرة الفقيرة بمبلغ من المال وقدره 3200.00(ثلاثة آلاف ومئتين)،والذي توصل به يوم أمس الجمعة من مهاجرتين بهولاندا إحداهن تنحدر من جرسيف وهما الآنستان غ-س و ي-و ،حيث يصر السيد أحمد على ذكرهما بالإسم و توجيه شكر لهما لا ينتهي.

فإذا  كانت شهرة الفئات الشعبية في الدول الديموقراطية تأتي بموهبة معينة أو بمهارات فريدة، فإنها في بلادنا تأتي صدفة أحيانا وتكون مقرونة بمآسي أو محن تتقاذفها صفحات المواقع الإجتماعية والإخبارية الإلكترونية.هي ظاهرة تعاظمت مؤخرا في مجتمعنا وأصبح الإنفاق و مساعدة الأشخاص في وضعية الخطر أمرا نادرا،رغم أن عدم القيام بذلك تعاقب عليه كل التشريعات الكونية ومنها القانون المغربي.

بعد هذه القصة التي تدمي القلب،نطرح السؤال حول دور المستشفى الإقليمي بجرسيف،الذي يسمى تجاوزا كذلك،في ظل تنامي تصدير الحالات المرضية الى الأقاليم الأخرى دون تردد،وأمام التهرب الواضح من المسؤولية من طرف جل الأطر الطبية.فالمعاناة والتعامل غير إنساني و إهدار للكرامة وانتظار يجمد الأعصاب و اكتظاظ لا يطاق على أبواب المستشفى،هي كلها مظاهر من بين أخرى يشكو منها المواطن الجرسيفي حين تخونه صحته وبقصد هذا المرفق العمومي الذي يفتقر لكل مقومات المنشأة الصحية التي من المفروض أن توفر العلاج المجاني للمرضى كحق من حقوق المواطنة.

فإذا كان المستشفى يتعزز تباعا بالتجهيزات الطبية وبالأطباء المتخصصين،ناهيك عن الدعم اللامشروط للسلطات الإقليمية لمساندة أية مبادرة تهدف الى تجويد العرض الصحي،نجد أن الأوضاع رغم كل هذا المجهود،تزداد سوءا وتستوجب وقفة قوية لتحديد المسؤوليات وتشخيص مكمن الخلل،لأن الأمر لم يعد يحتمل آلاما أخرى تكون بعضها بنهايات محزنة للأسر.وإن كنا نحضر للتطرق لهذا الموضوع في مقال مستقل بعد تزايد الشكايات من طرف المواطنين نجدها فرصة لنقول كفى من الإستهتار بصحة الجرسيفيين وكفى من الحلول الترقيعية لحل الأزمات،فإما أن نكون في مستوى التسيير أو نغادر في صمت،لأن حق الحياة أسمى من أنانية الأفراد.

لمساندة السيد زروال أحمد يناشد المحسنين للإتصال به على الرقم التالي:0672626044

*السيد أحمد زروال يحكي مأساته مع المستشفيات ومع الفقر و المرض:

*حال المواطنين كل يوم أمام أبواب المستشفى الإقليمي لجرسيف: