أُصول ابن يجبش التازي ما بين أرض تاغيت بـ “ارشيدة السفلى” حتى “رباط تــــازة”
يقام بمدينة جرسيف معرض جهوي للكتاب خلال الفترة الممتدة بين 17 و 23 أكتوبر 2014 من تنظيم المديرية الجهوية للثقافة لجهة تازة الحسيمة تاونات وبدعم من عدد من الشركاء، تحت شعار ” القراءة لأجل تنمية مجتمعية واعية ومتجددة “
الجديد في دورة المعرض الثالثة هذه تخصيصه لرواق شمل معرضا مصريا لقطع تراثية للملك الفرعوني ” توت غنخ آمون ” الذي تستضيفه وزارة الثقافة في عشر مدن مغربية منها جرسيف.
الجديد الثاني في هذا المعرض الجهوي الجرسيفي هو انفتاحه على ” الكتاب المخطوط “، فقد خُصصت لعرضه قاعة بدار الثقافة شملت عدة مؤلفات مخطوطة كانت نواتها الأولى هي : مكتبة الفقيه سيدي علي بن عبد السلام ان عبد الرحيم البوزيدي . والقرية هي بني خلفتن جماعة المريجة عمالة جرسيف. والقرية هذه وما حولها جزء من منطقة ارشيدة الكبرى.. تزخر بالكتب العلمية المخطوطة والوثائق النادرة.. فقد كانت تزخر بالنجباء والمتصوفة والفقهاء، عبر التاريخ.. وقد تخرج منها الكثير من العلماء انتفعت بهم الكثير من المدارس والمساجد والزوايا وخاصة في تازة وفاس.. فيهم المدرسين والأئمة والمؤلفين والعدول والقضاة.. الخ.
مكتبة المخطوطات هذه تعد من تركة سيدي علي بن عبد السلام بن عبد الرحيم، وهذا الأخير كان عدلا ما بين الأربعينات والخمسينات في المنطقة، وقد توفي سنة 1961 وبقيت هذه الكتب معرضة للإهمال إلى أن تفقدها أحد أفراد أقاربه وهو السيد عمر عبد الرحيم؛ فاعتنى بها وهو الذي يعرضها هنا بالمعرض الجهوي الثالث للكتاب بجرسيف بمساعدة أحد أفراد أسرته والذي يعد مؤرخا للمنطقة، وإقليم جرسيف بصفة عامة وهو السيد محمد الفاسي السليماني، من نفس القرية. والرجلان مثقفان وعلى دراية ومعرفة كبيرة بالناحية ورجالاتها وجغرافيتها وحكاياتها.
بتحفيز من صديقي الشاعر الزجال حفيظ اللمتوني كانت زيارتي لهذا المعرض ففاجأتني مبادرة عرض مخطوطات الخواص، الشيء الذي شدني لأتذاكر مع مُنظميْه القادمين من القرية.. ومما استفدت منهما أذكر أن الأول السيد عمر وكنيته العائلية هي ” عبد الرحيم “. وعبد الرحيم في الأصل هو الإسم الشخصي لأب ابن يجبش: ” سيدي امحمد بن عبد الرحيم بن يجبش التسولي التازي ” الشهير عند المؤرخين بكتابه في الجهاد نثرا وشعرا.
يُضيف لنا هذا الاكتشاف معلومة تقول إن ابن يجبش التسولي التازي له من والده “عبد الرحيم ” عقب في ارشيدة السفلى، أخذوا من “عبد الرحيم” اسما عائليا لهم. من ممتلكاتهم هذه المخطوطات العلمية.. ومن أحفادهم السيد عمر عبد الرحيم وغيره.
كَـتب حول ذلك صديقه ورفيقه السيد محمد الفاسي.. وقد قرأت لهذا الأخير في ذلك مقالتين هامتين. الأولى حول: “ابن يجبـش جهـاد كبيـر وعلـم غزيـر وذكـر قليـل”. والثانية:” جرسيف الماضـي والحاضـر”. (وقد نشرهما في الموقع الإلكتروني جرسيف 24) ومحمد الفاسي من الفعاليات الجمعوية بالمنطقة فهو كاتب جمعية بني اخلفتن للثقافة والبيئة والتنمية، وينتمي إلى آل الفاسي الغريسيين السليمانيين الفقهاء بالمنطقة. وقد ذكر من أعلامهم بالمنطقة: سيدي محمد بن الأعرج الفاسي الأديب الفقيه والفلكي والمؤرخ؛وقد توفي عام 1344هـ/1926م. ولا زالت داره عامرة بقرية بني اخلفتن.
يقول الباحث محمد الفاسي السليماني عن ابن يجبش التازي:
” لما توفي سيدي عبد الرحيم الحافظ للبدور السبع بأرض تاغيت دفن بجوار المسجد العثيق الذي لم تبق إلا معالمه.. وقبره منفردا لحد الآن حول أشجار الدفلة محرر من القطع والإتلاف لا يمسها أحد إلى يومنا هذا.
كما توجد مقابر سيدي عبد الرحيم البوزيدي هذا بجوار وادي الحاسي عند الطريق المارة إلى العرجان ثم إلى دبدو قرب منزل الجيلالي الفاسي بحوض أمطل على بعد 400 متر من قبر جدهم المذكور.
… أما رحيل عائلة امحمد بن يجبش من أرض تاغيت إلى قرية بني لنت السعيدة من بلاد التسول العالمة، فمن المرجح أن يكون في القرن الثامن الهجري، أما مولده ففي أواسط القرن التاسع الهجري ووفاته في العقدين الأولين من القرن العاشر الهجري (سنة 920هـ)
… ومن عمومة سيدي امحمد ابن يجبش بقرية بني اخلفتن الفقيه الجليل سيدي محمد بن حماد بن كربوط البالغ من العمر 114سنة، فهو الآن قبلة للزوار يتبركون به.”
معرض المخطوطات هذا يُعد العرض الثاني له، بعد العرض الأول الذي نظم بدار الطالب بجرسيف بتأطير من جمعية الحكامة للتنمية سنة 2013.
المنطقة القروية بجماعة المريجة التي جيئ بجزء يسير من مخطوطاتها تعد من المناطق الغنية عِلميا في المغرب العميق ولازالت تتوفر على بعض المعالم والمآثر منها : بقايا المسجد العتيق الذي بناه المولى إدريس بن عبد الله لما حلَّ بالمنطقة وذلك حسب الرواية المحلية المتواترة. وقد عُدَّ من المساجد الآيلة للسقوط، وينتظر بناؤه من جديد وهناك قصر يسكنه فرع من آل عبد الرحيم البوزيديين نسبة إلى بوزيد أحد أجدادهم وهم من أسرة ابن يجبش كما ذكرنا . وكلهم من الأشراف الأدارسة استنادا إلى الشجرة التي بحوزتهم أبا عن جد.
على ضوء هذه المعطيات الجديدة وجب العودة إلى ترجمة سيدي امحمد ابن يجبش التسولي التازي لتعميق البحث فيها وترتيب أوراقها من جديد.
ملحوظة هامة:معرض المخطوطات من تنظيم جمعية الحكامة للتنمية الثقافية و الإجتماعية و الرياضية(المخطوطات المعروضة ملك جماعي لقبيلة بني يخلتفن/ ارشيدة).
لايوجد شيء اسمه ارشيدة السفلى .ان ما اطلقتم عليه هذا الاسم هو دوار بني اخلفتن ولا ينتسبون الى قرية ارشيدة لذلك المرجوا منكم البحث الجيد قبل كتابة هذا المقال.
ملحوظة : لا وجود في الوثائق الرسمية لعبارة ” ارشيدة السفلى “. شكرا