أبو حفص: “التنظيم السياسي الدولي”جاء لمناقشة الإنتكاسات التي تعرض لها الإسلام السياسي بعد الربيع العربي
ولد محمد عبد الوهاب رفيقي بمدينة الدار البيضاء سنة 1974 م،وحفظ القرآن وهو صغير وحضر في صغره مجالس بعض كبار العلماء والدعاة كالدكتور تقي الدين الهلالي والشيخ عبد الحميد كشك وتلقى أولى مبادئ العلم على يد مشايخ الدار البيضاء المعروفين وانتقل إلى فاس فأعاد بها حفظ القرآن الكريم، ودرس علم التجويد علي يد بعض المشايخ ومن أبرزهم الشيخ المكي بنكيران المقرئ المعروف وحضر بمسجد القرويين مجالس كثير من مشايخها المعروفين، ومن أبرزهم عبد الكريم الداودي والأزرق وغيرهم،ونال شهادة الباكلوريا بالدار البيضاء شعبة العلوم التجريبية.
التحق بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة،وحصل بها على إجازة كلية الشريعة حيث درس علي يد كثير من مشايخ السعودية ومن أبرزهم ابن باز وابن عثيمين وابن جبرين،وتأثر كثيرا بالشيخ محمد المختار الشنقيطي ولازمه ودرس على يده جملة من المتون والكتب.ونال شهادة الماجستير بكلية الآداب بفاس، وحدة فقه الأموال في المذهب المالكي وحصل على الإجازة في علم القانون الدولي بكلية الحقوق بفاس.
اعتقل مرتين وسجن المرة الأولى لثلاثة أشهر ثم المرة الثانية حكم عليه بالسجن لمدة 30 سنة عقب الأحداث الإرهابية لسنة 2003،ثم خففت إلى 25 سنة قبل أن ينال العفو الملكي مع عدد من رموز السلفية المغاربة الذين إلتحق معظمهم بحزب النهضة و الفضيلة.
سؤال: أستاذ أبي حفص مرحبا بكم في مدينة جرسيف أولا،حدثنا عن أسباب الزيارة؟
جواب: أنا سعيد جدا بتواجدي بمدينة جرسيف لأول مرة بسبب المشاركة في نشاط حزب النهضة و الفضيلة بصفتي نائب الأمين العام،للوقوف على المشاكل التي تعاني منها هذه المدينة تنمويا و إجتماعيا و إقتصاديا ومحاولة لتقديم اقتراحات لحل هذه المشاكل ومعالجتها. وأيضا للتواصل مع ساكنة هذه المنطقة في أفق الإستحقاقات الإنتخابية المقبلة.
سؤال: أنتم أسستم تنظيما سياسيا جديدا بتركيا يضم عددا من الأحزاب السياسية المعتدلة،هل يمكن أن تحدثنا عنه؟
جواب: هذا التنظيم أسميناه بالتنظيم السياسي الدولي،هو حديث النشأة يضم مجموعة من الأحزاب ذات المرجعية الإسلامية التي تحاول تلمس الأخطاء و العثرات التي وقعت فيها أحزاب لها نفس المرجعية في الفترة السابقة.معلوم أنه بعد الربيع العربي كثير من هذه الأحزاب شاركت في العملية السياسية بعضها وصل الى الحكم و بعضها الآخر بقي في صف المعارضة وآخرون كانوا حديثي النشأة.الآن هناك تجربة قائمة تعرضت لبعض الإنتكاسات في بعض الدول،وبالتالي فالغرض من هذا المنتدى هو دراسة هذه التجارب و الوقوف عندها.
سؤال: هل هو بديل لتنظيم الإخوان المسلمين الدولي كما يقال؟
جواب: لا ليس بديلا لتنظيم الإخوان المسلمين لا من حيث الشكل و لا من حيث الهيكلة،هو منتدى و ليس تنظيما، لتقديم الإقتراحات ومائدة لطرح مجموعة من الأفكار بين هذه الأحزاب وليس له أي شكل تنظيمي بالشكل المتعارف عليه.
سؤال : (مقاطعا) إذن هو قوة إقتراحية فقط؟
جواب: نعم للإقتراحات و قراراته ليست ملزمة لأعضاء المنتدى.
سؤال: أنتم تشغلون منصب نائب الأمين العام لهذا المنتدى،ماهي الدول الممثلة فيه؟
جواب: أغلب الدول العربية وحتى الإسلامية.و المنتدى يسعى لضم مختلف الاحزاب ذات المرجعية الإسلامية بجميع الدول العربية و الإسلامية.
سؤال: لماذا هذا التعدد في التنظيمات،ولا يوجد تيار الإسلام السياسي على قلب رجل واحد؟
جواب: لا يمكن التوحد في ما بين المنتمين إليه،فلكل تفكيره و اجتهاده وخصوصياته حسب واقعه،وبالتالي توحد الإسلام السياسي ولو أن لي تحفظا على هذا التوصيف لا يمكن.
سؤال: هل هناك رغبة في التوحد؟
جواب: ليس التوحد بمعنى الإندماج أو التكتل تحت كتلة واحدة ولكن بمعنى التنسيق و التعاون و تبادل الأفكار و هذا أقصى ما يمكن الوصول إليه،و لا نقبل أصلا بأن يكون هناك توحد بالمعنى الآخر نظرا لإختلاف المناطق وأنظمتها السياسية التي تختلف من بلد الى آخر.
سؤال: حزب النهضة و الفضيلة ماذا يمكن أن يقدمه للمشهد السياسي المغربي في أفق الإسحقاقات الإنتخابية المقبلة؟
جواب: حزب النهضة و الفضيلة حزب حديث النشأة و لا يمكن أن نقارنه بأحزاب عريقة أخرى كالإستقلال أو الإتحاد الإشتراكي مثلا، و بالتالي فلنكن واقعيين لا يمكن أن ننتظر منه الكثير في المرحلة المقبلة.نحن نراهن على المستقبل و هيكلة الحزب و استقطاب قواعد وكفاءات وهذا لا يمكن أن يتحقق بين عشية و ضحاها و بالتالي لا يمكن أن يكون له تواجد واضح في الإنتخابات المقبلة.نحن الآن في مرحلة الهيكلة وجمع الملفات التي تعاني منها الطبقات الشعبية بمختلف المناطق المغربية لوضع تصور واضح وبرنامج لحل كل هذه الإشكاليات في المستقبل.
سؤال: إذا فاز حزبكم في الإنتخابات المقبلة ما هي الأحزاب التي يرى نفسه الأقرب إليه للتحالف معها؟
جواب: أولا هذا احتمال بعيد في الإنتخابات المقبلة،كما قلت لك نحن نعرف واقعنا و نعرف حجمنا ونرى أنه لازال أمامنا الكثير لصناعة حزب قوي،وفي نفس الوقت نحن منفتحون على كل الأحزاب ونقف على مسافة واحدة تجاه جميع الهيآت السياسية،وإذا حصل هذا الأمر- الفوز- حينها سنرى من الأقرب الى تصورنا.
سؤال: إذن الحزب لا يراهن على استقطاب النخب السياسية القديمة؟
جواب: بالعكس نحن نراهن على الكفاءات الشبابية والشباب الذي لم يسبق له أن شارك في العلملية السياسية.
سؤال: أستاذ ابو حفص ماهي مهمتكم حاليا الى جانب العمل السياسي؟
جواب: أشتغل في عدد من الميادين الى جانب العمل السياسي ،فعلى المستوى الدعوي و الفكري أدير مركز دار الحكمة للتنمية و للدراسات الإستراتيجية ولي مشاركات في تأطير مجموعة من المحاضرات و الندوات الى جانب مهمتي كنائب الأمين العام لمنتدى التنظيم السياسي الدولي.
سؤال: ماهي الكلمة التي توجهوننا الى الشباب؟
جواب: أنا أدعوهم للمشاركة السياسية و لا أقصد بها الإنخراط في الأحزاب، بل مفهوم المشاركة السياسية هو مفهوم أوسع من ذلك،و العمل الجمعوي يدخل في هذا المفهوم و أنا لا أحب أن أرى الشباب سلبيين و لا يساهمون في بناء مجتمعاتهم بأي شكل من الأشكال التي يرون أنفسهم فيها.
و الطامة الكبرى تبقى غياب المسؤولية والدفاع عن المصالح الإستراتيجية لبلادنا وسارت مصائر المواطنين مثل كرة التنس تتقاذفها المصالح و الأهواء و رمي المسؤولية إلى الأخر والتفنن في الإتقان وحبك المبررات البيروقراطية والقانونية والإفادة بعدم الاختصاص وفي أوقات كثيرة نسمع كلمات انهزامية على لسان كبار مسؤولينا فتنزل الدهشة علينا مثل الصاعقة ليغيب العقل ويحضر الخيال حتى نصدق نبوءات أمين عام حزب المصباح عن وجود كائنات روحانية عفاريت تسير و تصنع القرارات عوض من كلفوا بتسيير الشأن العام مفارقة عجيبة ببساطة صدق علينا القول في المغرب لا تستغرب أو لماذا تستغرب فكل شيء ممكن ومباح ….
عدم التمكن من بلوغ أداء إقتصادي/إجتماعي/سياسي جيد ،يساهم في ثنمية حقيقية رغم الإمكانات الكبيرة التي يزخر بها الإقليم مرده ســـوء توزيع لثروة ،وسياسة الإدارة في إغناء الأغنياء وتسهيل العقبات التي تخدم مصالح اللوبي المصلحي الأخطبوطي الذي يشكله ثلة من الأعيان معدودين على رؤوس الأ صابع وفئة من المسؤولين الإنتهازين الذين سخروا نفوذهم لخدمة صالحهم الشخصي في مهماتهم التي لا تخرج عن إطار الإنبطاح الكلي لأجندات الفئة الأولى في تجاهل ممنهج واعي واللاواعي لقيم المواطنة الفعلية بعيدا عن الشعارات الموسمية في حفلات الأعياد الوطنية ،بمثابة مساحيق لتجميل قراراتهم القبيحة تجاه الجماهير الشعبية من أبناء الإقليم المجاهد من بلادنا،هدا الفساد يساهم في توسيع دائرة الفقر،البؤس،الهشاشة على نطاق واسع ،وخير إشهاد على دلك الزيادة المهولة بين الأمس القريب واليوم في (مدن الطين=حي حمرية /دوار الغياطة ….) ،وإختزال وظيفتهم في العملية السياسية فقط في أصوات إنتخابية تخضع لقانون العرض والطلب في سوق البيع والشراء لسماسرة الإنتخابات الذين يبقى قيمة المواطنين لديهم (بالراس= كخراف عيد الأضحى )
ـ تحية إحترام وتقدير لروح حركة 20 فبراير التي تٱبى أن تنطف