كثيرا ما نشتري موادا غذائية أو أطعمة ولا نستهلكها أو يتبقى منها ما لا نرغب أو نعجز عن استهلاكه، والحل الذي يقوم به جل الناس هو التخلص منها في سلة النفايات.
لكن هذا الحل، وإن كان مفيدا نوعا ما لشركات جمع النفايات – فقط في حالة فرز هذه الأخيرة من طرف المستخدمين- بما أنه يتيح تدويرها، فإنه في الجانب الآخر لا يتيح فوائد كبيرة للمستهلكين.
لذلك ظهرت مبادرة فريدة من نوعها في جنيف السويسرية، إذ عملت منظمة غير ربحية على طرح ثلاجات عامة في بعض شوارع المدينة، يمكن للجميع أن يضعوا فيها الطعام الصالح للأكل، ويمكن الوصول لهذا الأكل مجاناً.
ولا توجه المبادرة فقط للأفراد، بل يمكن للمطاعم وحتى الأسواق الممتازة كذلك أن تساهم فيها، بحكم أنها تتوفر من حين لآخر على كميات من الطعام سريعة التلف، ووضعها في الثلاجات يتيح للآخرين الاستفادة منها قبل انتهاء صلاحيتها بدل رميها.
ووفق وكالة الأسوشتيد بريس، فإن المبادرة تقف وراءها منظمة Free-Go غير الربحية – التي يشتق اسمها من كلمة « frigo » ، وهي كلمة فرنسية عامية للمجمد داخل الثلاجة.
وقامت هذه المنظمة بطرح ثلاجات وكذلك رفوف لتخزين الطعام، إذ لا يقتصر الطعام فقط على ما يدخل للثلاجة، بل يمكن كذلك وضع أطعمة أخرى في الرفوف ومن ذلك المخبوزات.
ويكلف هذا البرنامج حوالي 40 ألف دولار لاستمرار العمل به كل عام، وتدعمه عدد من المجموعات الخيرية وبلدية المدينة.
بدأ البرنامج قبل عام بثلاجة واحدة في غرب جنيف، والآن يتوفر على أربع ثلاجات حول المدينة، وقريبا سيتم إطلاق ثلاجة خامسة.
الثلاجات والرفوف مفتوحة أمام الجميع، وهي تشبه مشاريع خزانات الشارع التي يمكن لأي كان الاستفادة منها، ويمكن للمتبرعين أن يضعوا الطعام بشكل مباشر، أو أن يتواصلوا مع الجمعية المشرفة.
لكن رغم ذلك، لا تزال المبادرة تعاني بعض التحديات، فبعض أنواع الطعام تنفد بسرعة، وهناك من لن يجد حتى الخبز، إذ تقول سيدة للأسوشيتد برس أنها كانت تبحث عن بعض الخبز ولم تجده في الرفوف، لكنها أكدت تقديرها للمبادرة، مشيرة إلى أنها أخذت أمورا أخرى كبعض الفواكه.
تقول مارين ديليفو ، مديرة المشروع ، إن الطعام المودع يتم التقاطه بشكل عام في غضون ساعة بعد التسليم، وتضيف أن عددا من الناس ينتظرون الطعام الذي يتم جمعه من المتاجر والمطاعم في الصباح، لأجل الاستفادة منه.
وتقوم منظمة Free-Go بتجربة زيارات في المباني السكنية لتسهيل مشاركة السكان في البرنامج. كما أنشأت أيضًا « خطًا ساخنًا » يمكن لأصحاب المطاعم استخدامه للمطالبة باستعادة الأطعمة غير المستخدمة.