تواجه مجموعة “فاغنر” القتالية الخاصة مصيرا غامضا في إفريقيا، بعدما استطاعت إيجاد موطئ قدم لها في دول القارة السمراء، معززة بذلك نفوذ موسكو العسكري في الخارج.
ويلوح هذا المستقبل الغامض أمام فاغنر، بعدما تمردت القوات الخاصة على الجيش الروسي، أواخر يونيو الماضي، في خطوة شكلت أكبر تحد للكرملين منذ عقود.
وبعد أكثر من أسبوعين من التمرد الفاشل، بدأت موسكو في إعادة ضبط وضع المجموعة الأمنية التي بناها يفغيني برغوجين، الرجل المقرب سابقا من الرئيس فلاديمير بوتين.
المتغيرات المتسارعة بشأن وضع المجموعة داخل روسيا تثير العديد من الأسئلة حول مصير تواجدها في إفريقيا، حيث تتمتع بحضور استراتيجي كبير.
واعتبر تقرير نشرته صحيفة لوموند الفرنسية أنه في هذه المرحلة “ليس هناك ما يشير أن الإصلاح الذي تقوم به موسكو سيؤثر على أنشطة المجموعة في جمهورية إفريقيا الوسطى أو مالي”.
ونقلت الصحيفة قول الباحث المستقل والمتخصص في فاغنر، جون ليشنر، إن المجموعة “يجب أن تبقى في أفريقيا في المستقبل المنظور”.
وكان وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، قد قال في 26 يونيو إن عمل “المدربين العسكريين الروس في جمهورية إفريقيا الوسطى ومالي سيستمر”، في ما بدا أنه محاولة لطمأنة البلدين اللذين يتعاونان مع فاغنر بشكل وثيق، لكنه لم يقل بأي شكل.
وفي 30 من الشهر نفسه عاد لافروف وترك كل الاحتمالات مفتوحة، حين قال إن “الأمر متروك للحكومات الإفريقية لمواصلة أو وقف التعاون مع فاغنر”.
من جهتها قالت وزيرة خارجية أفريقيا الوسطى، سيلفي باوبو-تيمون، لصحيفة لوموند: “لم نجر قط أي اتصال بشركات عسكرية خاصة”.
وقالت الصحيفة في تقريرها تعليقا على تصريحات سيلفي باوبو-تيمون: “لم يكن تأكيدها مقنعًا؛ نظرًا لجذور فاغنر العميقة في جمهورية إفريقيا الوسطى.