إنجاح تدابير التربية و التكوين يحتاج حكامة نزهاء بالفطرة. ..!؟

خرجت وزارة التربية الوطنية، كما عودتنا دائما، لتستعرض أهم الخطوات التي يجب ترسيمها بهدف تحقيق الإصلاح المنشود لإخراج منظومة التربية و التكوين من سراديب التردي و انعطافات المجهول التي كرسها جهابذة المتجارة باﻷحلام و المتلاعبين باﻷرقام…!؟
الغريب في اﻷمر أن هاته الخرجات التي تختفي تحت يافطة اللقاءات التشاورية حول التدابير ذات الأولوية، ..تحيلنا إلى العشريات السابقة خصوصا ما بين سنة2000 و 2013 حين نظمت موائد الإصلاح و تم التهليل للبرامج الجوفاء في خضم المخطط الاستعجالي ومن خلال باقة إدماج كزافيي التي ساهمت في اتساع هوامش الريع التربوي ،وسريان مفعول الصفقات المشبوهة مع المضاربين و الممونين….و النتيجة خلال 13 سنة 5 ملايين تلميذ اتقطعوا عن الدراسة رغم ارتفاع ميزانية التعليم بأزيد من 24 في المائة سنة 2011، أي ضياع أكثر من 62 مليار درهم حسب خلاصة تقرير تقييم 13 سنة من تطبيق الميثاق الوطني للتربية و التكوين الذي قدمه المجلس الأعلى للتعليم، فحسب التقرير فإن الموارد التي رصدت لمنظومة التربية كانت أكثر من توقعات ميثاق التربية و التكوين.
الآن الوزارة الوصية بصدد تنظيم لقاءات تشاورية حول التدابير ذات اﻷولوية تحت عناوين محاور معجونة بالإثارة اللفظية و الشرنقة اللغوية التي لا تنهل من صبيب المشاكل الحقيقة التي يتخبط فيها التعليم باعتباره اللبنة اﻷساسية للرفع من وتيرة التنمية البشرية و الاقتصادية والاجتماعية والثقافية و التي يرتبط الجزء الكبير منها بتفعيل قرارات سياسية جريئة لتعديل البوصلة و تكريس دخول مشرف لمنتديات النقلة النوعية الهادفة و الحقيقية.
دعونا نتمعن جيدا محاور التدابير ذات الأولوية حسب صيحة الوزارة الوصية:
1 التحكم في التعلمات اﻷساسية(القراءة الكتابة. ..)
2 التمكن من اللغات الأجنبية
3 دعم التعلم العام و التكوين المهني
4 اﻷنشطة العرضانية(التفتح..اﻷنشطة الموازية…)
5 تحسين العرض المدرسي.
6 التأطير التربوي(التكوين).
7 الحكامة(التدبير).
ثم تخليق المدرسة و الحياة المدرسية عند تنفيذ مسارات التمحيص لهذه المحاور، ترتسم في مخيالك جاذبية اﻷلفاظ و العبارات و تحاول استدراج إشراقات الإحالة الخاصة بفوازير مدرسة النجاح التي تم تسويقها سابقا و هي ترفع سقف الانتظارات بمضامين الترشيد و الحكامة ، الشيء الذي جعلنا نتيه في زحمة اﻷلوان المستعارة التي تفنن جهابذة البيداغوجيا و القرارات الجوفاء في إخراجها و ترسيخ مضامين سيناريوهاتها بشكل أسهم في ترسيخ الردة و التراجع و بالتالي فسح المجال للنزيف المادي و المعنوي.
لسنا من هواة تكريس خطاب التشظي و العدمية، و لكن اللحظة التاريخية الخاصة باﻷلفية الثالثة تستوجب توسيع دائرة نقاش مجتمعي حقيقي ، لأن المسألة التعليمية لم تعد قادرة على تشبيك محاور و إعادة صياغتها بثوب الرهبان المصلحين في اﻷديرة الفخمة التي تتلاعب باﻷلفاظ لتبقى حبيسة الجدران، المسألة التعليمية تحتاج التسريع بإخراج حزمة قوانين صارمة تضمن لها المساهمة في بناء المستقبل و تجعلها قادرة على حماية سلة القيم من خلال قانون أساسي يحفظ كرامة رجال و نساء التعليم، و يحفزهم على فكرة الامتداد العميق بين ثنايا الخلق و الإبداع. …كل الإصلاحات المتعاقبة فشلت في إرساء الدعامات و تجويد المنظومة لأنها ركزت الجهود حول المحتويات على حساب الكفايات و القدرات، الشيء الذي أضعف الطابع الإبداعي و أثر سلبا على الهندسة الكلية للمناهج الدراسية .
الحصيلة واضحة باﻷرقام…المجهود المالي لم يمنع الهدر المدرسي أو يساهم في الحد منه.
التربية الغير النظامية التي كان من المفترض أن تشكل مساحة خصبة لإعادة إدماج المغادرين لمقاعد الدراسة لم تتمكن من تغطية سوى 10 في المائة ، الشيء الذي يبين بالملموس درجة الاختلالات العميقة التي تؤطر عمل التربية الغير النظامية.
لنحاول استلهام قدسية محور الحكامة فقط و نجعله نبراسا لاشتغالنا من خلال تفكيك مضامينه و خلخلة مراميه التي تتوخى حسن التسيير و التميز في ترشيد النفقات و البرامج الناجعة. …الحكامة تحتاج حكماء….تحتاج نزهاء….تحتاج مناضلين بالفطرة. ….و هذا ما يغيب بين هوامش الوزارة الوصية.
دمتم للعمل و العطاء.
أين العدل بين رجال التعليم .أظن أنك فهمت.
المهم هو العمل والضمير المهني وليس المزايدات والتقصير ايوا الله ينبهنا لعيوبنا الخطاب شيء والعمل شيء آخر هل زالت الذات مقصرة وهل لازالت حليمة على عادتها القديمة راه الناس عاقوا
ما شاء الله عليك استاذ
جئتنا بموضوع رائع
لقد عجز لساني عن التعبير امام موضوعك المميز
من حيث الابداع و التنظيم و التنسيق
دائما مميز
عودتنا على الابداع يا مبدع
تقبل تحياتي و كلماتي القليلة في حق موضوعك المميز
في انتظار كل جديدك القيم
بالتوفيـــق